منتدى الأعمال: سعوديون يحيون بـ«كويتشيوا»... واليابانيون يردون السلام

تم النشر6 years ago

بصعوبة بالغة، تمكن وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي من نطق «كويتشيوا»، وهي كلمة يابانية تستخدم في التحية، وعلى رغم أن القصبي وزير مفوه، وسبق أن تحدث بكلمات ترحيبية بعدة لغات في مناسبات مختلفة، لكن الكلمة بدت معقدة بيد أن ذلك لم يمنعه من المحاولة أمام الحضور في منتدى الأعمال السعودي - الياباني، الذي انطلقت فعالياته أمس (الأحد)، قبل أن يردف مبتسماً بعد أن شعر أن نطقه لم يكن سلساً: «نحاول... وسنحاول».

الحال ذاتها تكررت مع المدير التنفيذي لهيئة التجارة الخارجية اليابانية ريو هي تامورا، الذي استشهد بمثل عربي شهير «الجار قبل الدار»، وإن نطقه بصعوبة كانت أقل من تلك، التي عاناها القصبي.

وشهد المنتدى، الذي حضرته نخب استثمارية وشبابية سعودية ويابانية، محاولات من الجانبين لتجاوز مرحلة توطيد العلاقات التجارية إلى الرغبة الجامحة في التبادل الثقافي والامتزاج بين الطرفين، والتي بدت جلية في محاولات خطب الود عبر استخدام كلمات الشعب الآخر.

وبدا جلياً تبادل الأدوار في الافتتاح، بين قيام شاب وفتاة سعودية من خريجي جامعات يابانية بافتتاح المنتدى باللغة اليابانية، قبل أن يقوم شاب ياباني بإلقاء كلمة باللغة العربية الفصحى، شكر فيها حكومة خادم الحرمين الشريفين كونه أحد خريجي الجامعات السعودية بمنحة قدمتها له.

وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح حاول مسايرة الآخرين في التحية باستخدام «كويتشيوا»، وكان أكثر رشاقة من زميله القصبي، وأضاف عليها الشكر باللغة اليابانية في ختام كلمته، في حين رد عليهما وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هيروشيغي سيكو بافتتاح كلمته بـ«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

الشاب السعودي محمد القفاري، الذي قدم الحفلة باللغة اليابانية، أحد خريجي جامعة «توكاي» منطقة كاناغوا، وقضى فيها ستة أعوام، تخرج منها في تخصص «الهندسة الكهربائية والإلكترونية»، بدا سعيداً وهو يتحدث لـ «الحياة» عن مشاعره بعد الافتتاح: «كنت في قمة السعادة بعد أن ألقيت الكلمة، وشاهدت الابتسامة على محيا كبار المسؤولين السعوديين واليابانيين، وكان السؤال الذي تردد علي كثيراً من اليابانيين: أين تعمل؟ وأين درست»؟

وتمنى القفاري أن يزداد عدد الشركات اليابانية العاملة في السعودية، ويبرر ذلك بقوله: «أشعر أن ثمة أشياء تنقصنا على الجانب العملي وموجودة عند اليابانيين، من بينها الإخلاص في العمل، والحرص الشديد».

وعلى رغم الدقة التي اشتهر بها اليابانيون، إلا أن محمداً له رأي مختلف: «أعشق الدقة في العمل واعتبرها نموذجاً يستحق أن نسير على دربه، لكنني في الوقت ذاته لا أرى أن التلقائية أمر سلبي، فهي لا تجلب الضغوط في الحياة العامة. اليابانيون شعب دقيق في كل شؤونه ومجاراته في هذا الأمر صعبة».

وأضاف القفاري: «لدينا ثقافتان مختلفتان تماماً، وربما تكون هناك بعض الصعوبات، لكن هناك رغبة مشتركة لدى الطرفين، واعتقد أننا قادرون على بناء علاقات مميزة في الأصعدة كافة».

 


تعليقات