«تشابُك» مسرحية سعودية تبحث عن السلام النفسي للفرد

هي المرة الأولى التي يشارك فيها عرض مسرحي سعودي ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة في تونس. وتأتي المشاركة في ذاتها لتؤكّد وجود عرض مسرحي تتوافر له عناصر الجودة المطلوبة، لأنّ الأعمال المسرحية المختارة ضمن تلك المسابقة بلغ عددها أحد عشر عرضاً فقط، خضعت، مع غيرها من العروض، إلى تقييمات لجان المشاهدة التي شكّلتها الهيئة العربية للمسرح، والتي يهمها بالتأكيد إنجاح مهرجانها بعروض تمثل أفضل ما أنتجه المسرح العربي خلال العام المنقضي.

من هنا جاء التحدي أمام المسرح السعودي الذي يدخل في منافسة مع فرق من دول عربية أكثر رسوخاً في المسرح مثل مصر وسورية والعراق والمغرب وتونس والجزائر. والتحدي الآخر هو أن العرض يخاطب جمهور تونسي لا يعرف الكثير ربما عن المسرح السعودي. و«تشابك» هو عنوان المسرحية لفرقة «الوطن»، كتب نصّها فهد ردة الحارثي، وأخرجها أحمد الأحمدي، من بطولة سامي الزهراني وعبدالرحمن مزيعل، وصمّم ديكور العرض صديق إبراهيم، فيما تولّى الإضاءة فهد الحارثي.

لا دراما تقليدية في العرض بل إنه حوار، ممتد أفقياً بين شخصيتين، هما في الأصل شخصية واحدة انشطرت نصفين. حوار تغلب عليه الشعرية ومبني في شكل أفقي، يأخذك عبر خمسين دقيقة، هي مدة العرض، إلى ذلك الصراع بين الإنسان وذاته.

في البداية وخلف خزانة موضوعة في شكل أفقي، نلمح شخصاً يؤدي تمارين رياضية. وعند الخروج من خلف الخزانة، نجدنا أمام شخصين لا شخصاً واحداً، وكأن تلك التمارين كانت توطئة لذلك الانشطار. كلّ من الشخصين لديه حقيبة كأنها تحمل سماته الشخصية، وهذا ما نعرفه من خلال الحوار. يتبادل الشخصان الحقيبتين، وفي كل واحدة نجد ما يتناقض مع محتوى الأخرى.

الحوار ثنائي وانقسام الشخصية على ذاتها أو ثنائيتها هما أبرز ما يؤكده، وصولاً إلى محاولة إنهاء ذلك التشظي، ليذوبا معاً في النهاية. التقت الشخصيتان في مكان يبدو منفصلاً عن العالم بصخبه وصراعاته وضجيجه، لا مكان أو زمان معلومين، فقط هو الجدل الدائر بينهما يحتل صدارة المشهد، سعياً إلى أن تكون كل منهما مرآة للأخرى، ربما توصلتا إلى مشترك ما. تحييد المكان والزمان دلالته أن الفكرة تتجاوز أمر انقسام الفرد على ذاته إلى انقسام العالم بأكمله وصراعاته وتناقضاته، وأن لا سبيل إلى بلوغه السلام سوى الحوار. فالمشتركات موجودة، لكنّ غياب الحوار يحول دون إدراكها، وربما تكون تلك رسالة العرض التي سعى إلى إيصالها، ومدّها على استقامتها تأكيداً على أنها لا تخص فرداً أو مجتمعاً بعينه، وإنما تخصنا جميعاً أينما وكيفما كنا.

ليس الأمر مجرد حوار ثنائي، من وضع الثبات، تغلفه الشعرية، بل ثمة استفادة من تقنيات المسرح الحديث، وثمة طاقة للممثلين، وسينوغرافيا ممثَّلة في الحركة والإضاءة والديكور والموسيقى. ذلك كله اجتمع ليشكل عرضاً متماسكاً وحيوياً، يمتع بصرياً عبر تلك الصورة التي أجاد المخرج صناعتها بوعي شديد، وأجاد الممثلان تجسيدها، بقدرتيهما على فهم رسالة العرض وأسئلته أولاً، والتعبير عنها ثانياً.

كان لدى سامي الزهراني وعبدالرحمن مزيعل، حضور قوي على خشبة المسرح وهما يواجهان جمهوراً نوعياً، لم يشاهد معظمه عرضاً سعودياً من قبل. كانا أمام اختبار صعب، لكنهما تجاوزاه بثقةٍ، وبفهمٍ لطبيعة الشخصية التي يقدمانها. لقد امتازا بالمرونة الجسدية بحيث طوعا جسديهما لإضفاء نوع من الدينامية على العرض، برشاقة وخفة في الأداء، وانتقلا نقلات نوعية بنعومة تشبه نعومة النص وحيويته. وكان انتقالهما من مواقف محتدمة وخشنة إلى أخرى تلامس الكوميديا، انتقالاً هادئاً لا يشعر المشاهد باضطراب ما، أو بوجود فجوات ما، ولا يوقف ذلك الانسياب الذي ميّز العرض، وإن كان مزيعل في حاجة إلى ضبط أكبر لمخارج الحروف، وهو ما قد يحدث غالباً مع تراكم خبراته.

ديكور العرض كان أحد الأبطال هنا. الفضاء المسرحي خالٍ تماماً إلاّ من بانوراما خلفية سوداء علقت عليها بعض الملابس التي استخدمها الممثلان أثناء العرض كنوع من كسر الإيهام. إضافة إلى خزانة تمّ تصميمها لتُستعمل في أغراض عدة، سواء في شكل أفقي أو في شكل رأسي، فهو حجرة سجن، وسفينة لها شراع بواسطة ذراع الممثل وهو يرتدي الأبيض الفضفاض، وسيارة، وثلاجة، ومنضدة، جرى تصميمه بحيث يستوعب هذه التحولات والاستخدامات، فأدت هذه القطعة الصغيرة المتحركة على عجل، أدواراً عدة، وهي براعة تحسب لمصمم الديكور.

نحن إذاً أمام عرض مسرحي اكتملت أدواته وتكاملت عناصره وتناغمت، لتقدم هذه الحالة الشعرية التي تتسلل أسئلتها برهافة إلى الصالة. هو عرض يؤشر على حضور المسرح السعودي بواسطة هذه المجموعة من الشباب الذين يقودهم مؤلف ومخرج صاحبا خبرة طويلة في العمل المسرحي؛ أهلتهما للحصول على جوائز من مهرجانات محلية وعربية، عبر تقديمهما مسرحية غير تقليدية تُناقش موضوعاً إنسانياً في شكل عميق وبسيط في آن، وبجماليات وتقنيات تواكب أحدث ما توصل إليه المسرح حولنا.

هذا العرض الذي يتميز بنصّ متماسك مكتوب بلغة أقرب إلى الشعر، ومخرج يمتلك القدرة على تقديم رؤية بصرية واعية وممتعة، يجعلنا نقتنع بأن المسرح السعودي لا ينقصه سوى مواصلة العمل بغية إنتاج المزيد من المسرحيات الممتعة بصرياً وفكرياً. وإذا كان ثمة سؤال فهو متعلق بالجمهور السعودي العام.

«اشتباك» عرض موجّه إلى النخبة، وهذا لا يعيبه بالتأكيد، فلكــــل مخرج أو كاتب اختياراته، ولكن هل مِن عروض يقدمها المؤلف والمخرج، بما يمتلكانه من خبرة وموهبة، إلى الجمهور العام لجذبه أكثر إلى المسرح؟

 

اقرا المزيد

قرعة كأس الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخيل العربية

تقام مساء اليوم (الأربعاء) مراسم قرعة كأس الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للخيل العربية الأصيلة البالغة قيمتها مليون دولار، بقاعة لندن في فندق الفورسيزون بالرياض.

وسيعقد المشرف العام على مهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للجواد العربي الأمير فهد بن خالد بن سلطان مؤتمرا صحفيا للحديث عن هذه المناسبة الكبيرة التي ستقام في الفترة 24-27 من يناير الجاري. ويعد سباق كأس الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للخيل العربية الأصيلة الأغلى والأقوى على مستوى العالم لسباقات الخيل العربية، ويشهد مشاركة دولية كبيرة.

ويشتمل مهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز للجواد العربي على سباقات للخيل العربية، ومنافسات جمال الخيل العربية الأصيلة، التي تستمر 3 أيام بمقر مزرعة الخالدية غرب الرياض.

 

اقرا المزيد

مصممة سعودية تبتكر «باركود» لاختيار الكتب المفيدة

ابتكرت المبرمجة والمصممة الإلكترونية سميرة تركستاني طريقة مميزة للتواصل بين مؤلف الكتاب والقارئ الذي يحتار في اختيار نوعية الرواية أو التخصص بسبب كثرة الكتب المعروضة.

وتقول تركستاني: «الفكرة انطلقت بعد أن شاهدت وقوف الناس لأوقات طويلة في المكتبات وأماكن بيع الكتب يتصفحون الكتاب، ثم يجدون صعوبة في فهم الفكرة أو المحتوى، فيعيدون الكتاب إلى (الرف) ما يسبب له التلف، علاوة على مظاهر الازدحام في مساحات ضيقة، ناهيك عن بعض الكتب الأخرى المغلفة بإحكام مما يصعب على القارئ عملية الاختيار كونه لا يعلم محتواه، فقد قمت بابتكار طريقة مميزة وهي ربط الكتاب بـ(باركود) يوضع على الغلاف ويرتبط بموقع (يوتيوب) يعرض فيه المؤلف عرضاً تشويقياً (TRAILER) لأبرز أفكاره ومحطاته في الرواية من أجل جذب القارئ لاقتناء الكتاب، وبذلك يوفر هذا العرض سهولة وانسيابية، ويكون بمثابة مخاطبة المؤلف لكل قارئ لإيصال فكرته، وعدم إتلاف الكتاب بسبب التصفح الكثير مما يسهل عملية عرضه وتخزينه، علاوة على عدم تجمع القراء على (رف) معين كون القارئ يستطيع التقاط (الباركود) ومن ثم الذهاب لمكان آخر للاستمتاع بالعرض التشويقي».

وأضافت: «هذا العرض يخدم العديد من فئات المجتمع كونه يجذب الأشخاص الذين يهتمون بالرؤية أكثر من الاستماع، والعكس، ويسهم في فهم أشخاص قد لا يستطيعون القراءة بشكل سريع بسبب ضعف النظر أو غيره فسوف يقوم المؤلف بعرض الحكاية عبر (الباركود) الموجود في الغلاف.

اقرا المزيد

الأخضر ينشد التأهل

تختتم منتخبات المجموعة الثالثة اليوم (الثلاثاء)، مباريات دور المجموعات لكأس آسيا تحت 23 عاماً، عندما تلتقي السعودية مع ماليزيا، والأردن مع العراق.

وللمباراتين أهمية خاصة، لحسم الصراع على بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة، في ظل المنافسة الثلاثية بين العراق والسعودية والأردن.

ويحتل المنتخب العراقي المركز الأول في المجموعة، برصيد أربع نقاط، يليه نظيره الأردني في الوصافة برصيد نقطتين، بفارق الأهداف عن السعودية، أما ماليزيا ففي قاع الترتيب بنقطة وحيدة.

واحتمالات تأهل المنتخبات العربية مفتوحة، وبخاصة أن نتيجة أي من المباراتين، ستؤثر في الأخرى، من حيث تحديد هوية المتأهلين، إذ إن العراق المتصدر مهدد بعدم التأهل في حال خسارته أمام الأردن، وفوز السعودية على ماليزيا.

اقرا المزيد

إنشاء البنك السعودي – الياباني و«التحلية» تتفق مع «نيدو» لتفعيل ميغاطن

توقع رئيس «مجلس الأعمال السعودي – الياباني» في مجلس الغرف السعودية طارق القحطاني، إنشاء البنك السعودي - الياباني، والإسراع في إنشاء الشركة السعودية - اليابانية لتطوير الاستثمار في مختلف المجالات، فيما وقعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مذكرة تفاهم مع منظمة الطاقة المتجددة وتنمية التكنولوجيا الصناعية اليابانية (نيدو)، لتفعيل مشروع «ميغاطن».

وقال القحطاني في تصريح بمناسبة انطلاق فعاليات «منتدى الأعمال السعودي الياباني» الذي نظمته الهيئة العامة للاستثمار أمس (السبت)، تحت شعار «الرؤية السعودية اليابانية 2030» بحضور أكثر من 60 شركة يابانية، إن الاستثمارات اليابانية في المملكة ستشهد ارتفاعاً إلى مستويات «متميزة» في تنفيذ «الرؤية السعودية - اليابانية المشتركة 2030».

وتوقع أن يتم خلال الفترة المقبلة تنفيذ مبادرات أصحاب الأعمال لدعم التبادل المعرفي، ومشاريع شباب الأعمال في البلدين، وجذب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اليابانية ذات التقنية المتميزة. ولفت إلى أنهم يعولون في تحقيق تلك الأهداف على «مجلس الأعمال السعودي - الياباني المشترك» لدعم إنشاء هذه المشاريع الاستراتيجية، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، في ظل بيئة اقتصادية ملائمة.

وأوضح أن حجم التطور الذي شهدته حركة التجارة والاستثمار بين البلدين خلال العقدين الماضيين، يعبر عن متانة العلاقة والشراكة الاستراتيجية بينهما، مبيناً أن اليابان ظلت منذ أكثر من 20 عاماً تحافظ على المركز الثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، مستشهداً بإحصاءات توضح أن حوالى 6 في المئة من إجمالي واردات المملكة يتم استيرادها من اليابان، فيما يتجه حوالى 11 في المئة من صادرات المملكة إلى اليابان، وهو ما يعبر عن الأهمية الاقتصادية المتبادلة بين البلدين.

واعتبر رئيس «مجلس الأعمال السعودي – الياباني» أن هذا التطور في العلاقات «نتيجة طبيعية لتوطيد العلاقات الثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي، وللزيارات واللقاءات المتبادلة التي مهدت لارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى حوالى 27 بليون دولار في العام 2016»، منوهاً إلى أن هذه العلاقات المتميزة والمتطورة يجب أن تحفزنا دائما إلى المزيد من التطور في مجال التجارة والاستثمارات المشتركة، وخصوصاً في ظل التقلبات التي تشهدها البيئة الاقتصادية العالمية، فالحفاظ على استمرارية النجاح والتميز أصعب من تحقيقه في الواقع الاقتصادي الذي يشهد منافسة قوية بين مختلف الدول والتكتلات الاقتصادية.

إلى ذلك، وقعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مذكرة تفاهم مع منظمة الطاقة المتجددة وتنمية التكنولوجيا الصناعية في اليابان (نيدو)، لتفعيل مشروع «ميغاطن» الذي يجمع بين المؤسسة والشركات المنفذة، ويهدف إلى إنشاء محطة لتحلية المياه المالحة تعمل بتقنية التناضح العكسي، إذ تبودلت مذكرات التفاهم التي أبرمها كل من محافظ «تحلية المياه» علي الحازمي، ورئيس «منظمة الطاقة المتجددة» كازيو فيركاوا.

ويسهم «ميغاطن»، الذي وقع على هامش «منتدى الأعمال السعودي – الياباني»، في الاستخدام الأمثل للطاقة وحماية البيئة في المملكة، لكونه يعمل بتقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر، التي توفر بدورها الطاقة وتسهم في تحسين فعالية الأداء والعمل في المصانع.

 

 

 

اقرا المزيد